زبرما وى دوت كوم
هذه النافذه تفيد بانك زائر ونفتختر بدعوتك للانضمام الينا اضغط على كلمة (التسجيل) للانضمام الينا
واذا كنت عضوا فضلا اضغط على دخول مع تمنياتنا لك بقضاء اوقات ممتعة
زبرما وى دوت كوم
هذه النافذه تفيد بانك زائر ونفتختر بدعوتك للانضمام الينا اضغط على كلمة (التسجيل) للانضمام الينا
واذا كنت عضوا فضلا اضغط على دخول مع تمنياتنا لك بقضاء اوقات ممتعة
زبرما وى دوت كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زبرما وى دوت كوم

منتدى ثقافى اجتماعى متنوع يعكس ثقافة وتراث قبيلة الزبرما في السودان للتواصل مع الإدارة(00249917944436) السودان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  بحث بقلم: جالا إبراهيم كلية أصول الدين –جامعة الأزهر الشريف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد عبدالله تونكو
المدير العام
المدير العام
محمد عبدالله تونكو


عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 04/11/2009
الموقع : الخرطوم-امبدة

 بحث بقلم: جالا إبراهيم كلية أصول الدين –جامعة الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: بحث بقلم: جالا إبراهيم كلية أصول الدين –جامعة الأزهر الشريف    بحث بقلم: جالا إبراهيم كلية أصول الدين –جامعة الأزهر الشريف Emptyالسبت سبتمبر 03, 2011 9:22 pm

[u]



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخوة فى منتديات تكرونى السلام عليكم ورحمة تعالى وبركاته
وجدت هذا البحث على النت فاعجبنى فاحببت ان انقله اليكم لتعم الفائدة
فالى البحث .....
بقلم: جالا إبراهيم
كلية أصول الدين –جامعة الأزهر الشريف

الاستعمار إخضاع جماعة من الناس جماعة أخرى تحت سيطرتهم ونفوذهم .
وبوركينا من دول غرب إفريقيا التي وقعت فريسة للغزو الفرنسي الملعون في القرن التاسع عشر .
وقد دخل الإسلام بوركينا منذ فترة طويلة يرجعها بعضهم إلى القرن الحادي عشر الميلادي( [1] ) عن طريق الدول الإسلامية التي كانت مجاورة لها كمالي وغيرها .
وقد كانت في بوركينا في حدودها الحالية مماليك وأمبراطوريات،أعظمها أمبراطورية وممالك موسي التي كانت في أشد قوتها في الفترة ما بين القرنين الثالث والسادس عشر الميلاديين( [2] )
و من المعلوم أن لاستعمار في كل دولة في النظرة العامة أثرا بل آثارا، والذي نريد الوقوف عليه في هذه الصفحات هو جانب خاص من أثر الاستعمار في بوركينا ألا وهو الأثر المتعلق بالإسلام.
ولا شك أن الحديث في هذا الأمر على نحو يعطيه حقه يتطلب إلماما بتاريخ بوركينا نفسه في حقبة الاستعمار، ليخلص المرء من ذلك إلى الوقوف على الجوانب الجزئية المتعلقة بالموضوع.
والحق أن هذا الأمر يتطلب جهدا متفانيا في دراسة متأنية حتى يكون عمل المرء قريبا إلى ما يشفي الغليل، وهذا ما يعسر في هذه الأحوال، ولكن من باب ما لا يدرك كله لا يترك جله نشير إلى شيء من تأثير الاستعمار على الإسلام في دولتنا عسى أن تكون مشجعا لنا على تناول الموضوع بصورة أوسع ،و عسى أن تكون تنبيها لنا جميعا ونواة أولى ننطلق منها في الأيام التالية. فهذا جهد المقل فاقبلوه منه متغاضين عما فيه من خلل.
هذا، وقد كان للاستعمار في بوركينا آثار سلبية في جوانب متعددة كالجانب السياسي والديني والعلمي والاقتصادي كذلك. ولنبدأ بالجانب السياسي الذي ربما كان صاحب التأثير الأكبر على الجوانب الأخرى.
· أثر الاستعمار على الجانب السياسي للإسلام في بوركينا فاسو.
وأعني بالجانب اللسياسي جانب النفوذ والسلطة، ويحسن أن يكون الحديث في هذا في جانبين، الجانب الأول: هو أثر الاستعمار على الجانب السياسي للإسلام في بوركينا إبان الحقبة الاستعمارية، والجانب الثاني:أثره بعد الحقبة الاستعمارية أي بعد الاستقلال.
وفي الجانب الأول: إذا نظرنا إلى الأراضي البوركينية بوضعها الحالي قبل وصول الاستعمار وتوغله فيها نجدها موزعة بين سلطتين سياسيتين مختلفتين ، سلطة سياسة إسلامية، وسلطة سياسية وثنية ، وبتحديد المناطق التي كانت خاضعة لسلطة سياسية إسلامية نستطيع أن نعرف تأثير الاستعمار على الإسلام على هذا الجانب، فما هي المناطق التي كانت خاضعة لسلطة سياسية إسلامية؟
كانت هناك منطقتان خاضعتين لسلطة سياسية إسلامية إبان توغل الاستعمار هما : منطقة بوبو جلاسو، العاصمة الثانية حاليا لبوركينا،والمنطقة الأخرى منطقة غرب بوركينا أي مناطق قبائل غرونشي.
أما منطقة بوبو جلاسو فكانت خاضعة لسيطرة المجاهد الكبير الإمام ساموري توري (1830-1900) وكان هذا الإمام شغوفا بنشر الثقافة الإسلامية والدفاع عن الإسلام في وجه الزحف الفرنسي الأحمر ،الذي كان يجوب المنطقة. ولكن الفرنسيين استولوا على المنطقة في عام (1898م) وكانت بوبو جلاسو من الممرات التجارية الشمالية للإمام ساموري توري. وبهذا خرجت بوبو جلاسو من سيطرة إسلامية( [3] )
ومن المناطق التي خضعت لسياسية إسلامية مناطق غرونشي، فمع أواخر القرن التاسع عشر استولى قبائل زبرما المسلمة على مناطق غرونشي.
وقبائل زبرما أو جرما منحدرة من مملكة صنغي الإسلامية التي هي في دولة مالي حاليا، وموطنهم الأصلي في حوض نهر نيجر، وكان الحوض مسكونا لقبائل وطوائف متعددة .
وكانت قبائل زبرما أهل حرب أشداء، وحدث أن انتقل حفنة منهم إلى منطقة داغومبا بغانا حاليا إذ كانت قبائل داغومبا وغرونشي تستعين بهم للقضاء على متمرديهم.
ثم أخذت قبائل زبرما في النمو شيئا فشيئا، ومع أواخر القرن التاسع استولوا على مناطق غرونشي أي حوالي عام 1850م.
وقاد الجهاد الإسلامي زعيمهم الذي يدعى:باباتو، وانضم إليه أفراد كثيرة من قبائل عديدة من الفلاته واليوربا وموسي وغرونشي، فتمكن من بسط نفوذه على مناطق غرونشي وعلى مناطق في غانا, ومع قدوم القوات الفرنسية الاستعمارية سعت تلك القوات للحصول على إذن من رؤساء غرونشي لحمايتهم من قبائل زبرما، فتم لهم ما أرادوا، ثم حرضوهم على طرد القوات الإسلامية، فواجه محمد باباتو وجنوده القوات الفرنسية وغيرها، فتشتت قوته فاضطر إلى الرجوع والانسحاب إلى مدينة ياندي عاصمة دولته، وكانت نهايته الانهزام( [4] )
وبهذا تبين الأثر السلبي للاستعمار على الجانب السياسي للإسلام في بوركينا، فقد قضى على قوتين سياسيتين إسلاميتين كان لهما وجودهما القوي، صحيح أنهما لم تكونا تعمان كل أرجاء بوركينا، ولكن كان وجودهما قويا ومؤذنا بإمكانية انتشارهما في أكثر الربوع، لاسيما إذا لاحظنا أن القرن الثامن عشر والتاسع عشر كان فترة إصلاح ديني يموج في منطقة غرب إفريقيا عموما، كحركات المجاهد عثمان بن فودي في نيجريا والحاج عمر الفوتي في السنغال وما جاورها، وإمامية ساموري توري التي شملت غينيا وكوت ديفور وبوبو جلاسو.
فلولا قضاء الفرنسيين على تلك القوتين السياسيتين لكان إحرازهما التقدم على مر الأيام في أقوى درجات الاحتمال، لاسيما أن أقوى مملكة كانت في بوركينا وهي ممالك موسي كانت في تلك الفترة تعيش فترة ضعف وانهيار نتيجة كثرة هجوم مملكة صنغي الإسلامية( [5] )
فهذا الضعف لمملكة موسي مع صعود القوة الإسلامية التي قريبة من مملكة موسي ينادي بإمكانية سيطرة تلك القوة الإسلامية على مملكة موسي في يوم من الأيام.
ولعل مما يعضد هذا أن القوة الإسلامية كان لها وجودها في مسرح الأحداث إبان الحقبة الاستعمارية ،بل لا أجدني مجانبا للصواب إذا قلت إن الظاهر أن القوة الإسلامية كانت آخر القوى التي صمدت في وجه الزحف الأحمر للاستعمار البغيض.
فحين حميت المقاومة الإفريقية مع أوائل القرن العشرين ضد المستعمرين في الجهات المختلفة أي حوالي عام1908م امتدت المقاومة إلى الأراضي البوكينية بزعامة داعية إسلامية يدعى:ألاساني موموني،الذي أتى من منطقة رامونغو، واستطاع بجهاد مرير أن يدخل عددا كبيرا من الوثنيين في الإسلام، وكون جماعة من الأتباع ولقنهم فكرة عدم التجاوب والتعاون مع السلطات الاستعمارية الفرنسية في مطالبتها الأفراد بدفع الضرائب عن كل من يعولونهم، وعن رؤوس المواشي التي يمتلكونها. واستجابة لنداء الداعية احتشد حوله مئات من الأتباع والمريدين، فكان جيشا قوامه ثلاثة آلاف مجاهد، ثم زحفوا إلى مدينة واغادوغو –مركز الإدارة الاستعمارية- واشتبكت قواته مع القوات الفرنسية قبل وصولها إلى المدينة، فأزهقت قوات الاستعمار أرواح أكثر من ألفين من رجال الجهاد الإسلامي وأسروا المجاهد الزعيم ثم أعدموه شنقا!وكان هذا أحد أسباب انهيار مملكة موسي بعد استسلام ملكها( [6] )
وهكذا تم الوأد على هذه الفئة المؤمنة في سبيل دفاعها عن الدين والشرف، وهكذا تم الإقبار على قوة إسلامية صاعدة، وهكذا أميت الفكر الجهادي في نفوس من بقي ممن أخطأه سهم الموت.
ولك أن تنظر إلى ما يخسره الإسلام بموت هؤلاء لرجال، ولك أن تنظر إلى آثار مثل هذا الحدث التي تنسحب على مجالات عديدة كالعلمي والديني والاقتصادي والفكري.
فمما لاشك فيه أن قتل هذه الأعداد الكبيرة يقلل من نسبة المسلمين ويورث الفكر الإسلامي عقما بموت المرشدين الذين كانوا يعملون لإنماء الفكر الإسلامي في النفوس.
ففوق ما في مثل هذا من أثر سلبي في المجال السياسي للإسلام يتبعه أثر سلبي في نواحي كثيرة.
وإذا كان هذا جانبا من أثر الاستعمار على الجانب السياسي للإسلام في بوركينا إبان فترة الاستعمار فلنمض للحديث عن أثره على الجانب السياسي للمسلمين عندنا بعد فترة الاستعمار.
· أثر الاستعمار على الجانب السياسي للمسلمين في بوركينا بعد الاستقلال:

أول ما ينبغي أن يقرر بوضوح ما يكاد الباحثون والكاتبون يتفقون عليه وهو أن الدول الاستعمارية سعت لجعل مقاليد الحكم في الدول التي استعمروها في يد المسيحيين من تلك الدول، وهو واقع مشهود لا يحتاج إلى عناء التدليل.
والحقيقة أن ذلك كان أثرا من الآثار التي ترتبت على سياسة التعليم،لأن التنصير كان جنبا إلى جنب مع المدارس التي أنشأها المستعمرون، بل كانت الجاليات التبشيرية هي التي تتولى تارة تسيير عملية التعليم؛ لتدس خلاله الدعوة إلى المسيحية، فكان طبيعيا أن يتوجس المسلمون من إرسال أبنائهم إلى تلك المدارس خوفا على عقائدهم من الانحراف. ولما لم يكن للمسيحية عندنا وجود قبل الاستعمار، بل كان وجودها حتى أوائل القرن العشرين طفيفا جدا، ولما لم يكن الوثنيون يخافون خوفا كبيرا على عقائد أبنائهم خوف المسلمين، لم يكن لديهم مانع من إرسال أبنائهم إلى تلك المدارس، كما لم يكن هناك تحفظ من قبل الوطنيين تنصروا أن يرسلوا أبناءهم .
وكان نتيجة لذلك أنه في فجر الاستقلال كان المسلمون أقل حظا في التعليم الفرنسي من إخوانهم المتنصرين، وعلى هذا أسند إليهم القيام بشئون الدولة على قلتهم، وتقهقر دور المسلمين على كثرتهم .
ففي بيان تأثير حالة التعليم وانعكاسه على الواقع السياسي للمسلمين في بوركينا يؤكد أحد الباحثين نقلا عن تقرير مكتب تابع لدول العالم الثالث في مدينة كانو بنيجريا فيقولSad( تدني نسبة مستوى التعليم الأساسي والتعليم ما قبل الجامعي في مناطق المسلمين عموما، وبالمدارس الحكومية جعل نسبة الطلاب المسلمين في الجامعات ضعيفة في بوركينافاسو.
فالمسلمون رغم كونهم يمثلون نسبة 70% من مجموع السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة فإنهم لا يتمتعون بنفس أهمية الوضع السياسي الذي يتمتع به النصارى.
ويتولون أربع وزارات من مجموع 26 وزارة ليست على نفس درجة أهمية وتأثير الوزارات التي يتولاها النصارى، كما أن عدد المسلمين في مجلس النواب لا يتجاوز عشرين نائبا من مجموع 115نائبا))( [7] )
ومهما يكن من تحفظ يسير في نسبة المسلمين التي ذكرها الباحث، ومع كونه لم يشر إلى تاريخ هذا التقرير، فإن الواقع لا يزال ينطق بصدق هذه الحالة مهما قيل من زيادة تمثيل المسلمين في الدوائر السياسية في بوركينا( [8] ) .فإذا نظرنا إلى الحكومة البوركينية الحالية (2010م) نجد أن عدد أفرادها 35 شخصا وعدد المسلمين منهم عشرة ( [9] ) فعدد الوزراء المسلمين أقل من نصف عدد الوزراء المسيحيين إذا كان العدد الباقي بعد طرح العشرة المسلمين مسيحيين، وإن وجد منهم لا دينيون فنذر يسير، ربما لم يجاوز خمسة أفراد، وعندئذ يظل عدد الوزراء المسلمين نصف عدد إخوانهم من المسيحيين ، هذا مع أن نسبة المسلمين في بوركينا يزيد على ضعف عدد المسيحيين. وإذا نحن تركنا هذه الدائرة السياسية العامة إلى أعلى سلطة سياسية وهو منصب الرئاسة، فما ذا نجد؟
نجد أنه منذ استقلال بوركينا عام 1960م توارد على منصب الرئاسة ستة رؤساء إلى يومنا هذا، والمسلمون منهم اثنان وهما:سنغولي لاميزانا الذي حكم حكما عسكريا خلال فترة ( 1966-1969م) ثم صار رئيسا مدنيا خللال الفترة ( 1970-1974م)
والثاني هو:saye zerbo الذي حكم خلال الفترة (1974-1978م)
وهذه الحالة ينظر إليها بعض الناس على أنها من فعل الاستعمار، لكن الذي قد يعكر صفوه أن الرؤساء الستة كلهم وصلوا إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري سوى الرئيس الأول:Maurice yameogo .
وإذا كانوا لم يأتوا إلى الحكم إلا عن طريق انقلاب عسكري، ولم يكن ذلك ممارسا ضد الرؤساء الذين يحملون أسماء إسلامية فقط دون المسيحيين،
فكيف الدعوى إذاً بأن الاستعمار كان سببا في تقلص الوجود الإسلامي في منصب الرئاسة مع أن وصول كل من وصل لم يكن عن طريق الاستعمار اللهم إلا باستثناء الأول؟!
والمنطلق الذي يجب أن ينظر منه إلى تأثير الاستعمار في هذا يرجع إلى التعليم؛
لأن كثرة تجنيد الفئات المسيحية دون المسلمة يتبعه بالضرورة –عقلا أو عادة – حصول أكثر أفراد منهم على رتب عالية وعلى درجات عليا تؤهلهم بالقيام بزعامة الجيوش، وتبوأ منصب الصدارة فيهم مما يتيح لهم سبيل الوصول إلى منصة الحكم والرئاسة عند الانقلاب.
هذا، وإن كان المرء لا يستطيع أن يجزم بانتفاء وجود أيدي أبناء المستعمرين في الحيلولة دون وصول الأغلبية المسلمة في الدوائر السياسية ولو عن طريق تزوير الإحصائيات تارة أو التقليل من نسبتهم عند تعذر التزوير، وهذا دأبهم في الدول المجاورة لبوركينا،وSad( نفس الشيء بالنسبة لبوركينا، حيث تؤكد المصادر الرسمية أن المسلمين هم الأكثرية، فقد تجاهلت التيارات الصليبية المسيطرة هناك هذه الحقيقة، وحاصرت المسلمين في مدن الجنوب وهم من قبائل السامو والمادينغ و الفولاني))( [10] ) وإذا كنا نقول إن السبب في ضعف التمثيل الحكومي للمسلمين في القديم هو قلة المتعلمين منهم، فلا أحسب أن الأمر لا يزال كذلك في أيامنا هذه؛لأن السبب القديم المانع لهم من إرسال أبنائهم إلى المدارس قد زال في هذه الأيام.
وثمت ينشأ هنا سؤال وهو: هل كان أثر الاستعمار على الجانب السياسي للمسلمين أثر وانعكاس على مجال آخر كالديني أم لا؟ ثم ما أثر الاستعمار عموما على الجانب الديني للإسلام في بوركينا؟
فلننتقل إلى ذلك .
· أثر الاستعمار على الجانب الديني للإسلام في بوركينافاسو:
- الاستعمار ودوره في تقليل نسبة المسلمين في بوركينا
يذهب بعض الباحثين إلى أن الاستعمار كان له أثر كبير في انتشار الإسلام والمسيحية على حد سواء في غرب إفريقيا، وحسب تعليل بعضهم أنه لماSad( أكثر الاستعمار من تعليم الأفارقة،
وكثر عدد الأفارقة الذين لم يجدوا عملا في الوظائف والوزارات، هاجر الشباب الذين كانوا من الريف إلى المدن، وكان من السهل على المهاجر أن يعتنق دين الجماعة التي يحل عليها أو يجاورها، ومن هنا اعتنق كثير من الشباب الإسلام وانضموا إلى مجتمع جديد.
أما المناطق التي فيها غالبية مسيحية فاعتنقوا بطبيعة الحال المسيحية، ومن هنا نستطيع أن نقول إن المسيحية والإسلام انتشرا انتشارا كبيرا في المدن نتيجة هجرة الريفيين ))( [11] )
هكذا يرجع هذا الكاتب سبب انتشار الإسلام والمسيحية الانتشار الكبير في المدن إلى هجرة الريفيين بعد حصولهم على التعليم. ولا يتوقف الأمر على هذا عند البعض بل يعد انتشار الإسلام والمسيحية في غرب إفريقيا أثرا إيجابيا هاما من إيجابيات الاستعمار( [12] )
هذا فيما يتعلق بإفريقيا بصفة عامة وغربه بصفة خاصة، مما يدخل فيه بوركينا بطبيعة الحال.
وربما استُدِل على صحة هذا القول فيما يخص بوركينا ما ذكر بأنهSad( كان من أنشط مناهضي الغزو الفرنسي لفولتا العليا في أواخر القرن التاسع عشر مسلمون نقل عن معظمهم أنهم قالوا لشعب موسي :إن البيض سيغادرون بلادهم بمجرد أن يتحول السود إلى اعتناق الإسلام )) ( [13] )
وبعد هذا العرض الوفي دعونا نذهب إلى التمحيص،فكم يختلط الحق بالباطل اختلاطا يستعصي تارة التفريق بينهما.
ومما لا يمارى فيه أن الاستعمار كان له دور في انتشار المسيحية في إفريقيا وفي غيرها، وهذا أوضح من أن يوضح.
ولكن السؤال الذي ينبغي إثارته هنا هو ما يتعلق بدور الاستعمار في انتشار الإسلام في غرب إفريقيا عموما وفي بوركينا خاصة وجودا وعدما، ولو كان هذا الدور انعكاسا غير مقصود، لما يعلم بالضرورة من استحالة سعي المستعمر سعيا مقصودا لزيادة عدد المسلمين.
والقول بأن للاستعمار أثرا إيجابيا في زيادة عدد المسلمين وانتشار الإسلام ولو على سبيل الانعكاس الذي لا يقصد إذا نظر المرء إليه نظرا سطحيا يمكنه أن يقول نعم، و إذا نظر إليه نظرا عميقا دقيقا لم يمكنه بحال من الأحوال أن يصدقه.
والنظر السطحي هو الذي يكون مبنيا على ملاحظة الواقع فقط، على ما قال قائلهم: إن هجرة الريفيين إلى المدن أدى إلى تعرفهم على الإسلام وغيره .
والنظر الدقيق هو الذي يكون مبنيا على النظر إلى ما كان متوقعا قبل الاستعمار أن يصل إليه عدد المسلمين لو لم يأت الاستعمار، وإلى ما انتهى إليه عددهم بعد مجيء الاستعمار أو معه.
فالنظر الدقيق يقوم على الموازنة بين الواقع المشهود وبين الاحتمال القائم على الأسباب. وعلى ضوء هذا فلننظر إلى بوركينا فاسو ثم نستخلص منه الحكم الرشيد.
كانت الحالة الدينية قبيل مجيء الغزو الفرنسي مبشرة بالخير، فقد كانت طوائف جولا في مقاطعات بو بوجلاسو مسلمة، كما كانت هناك جماعات من الفولاني مسلمة قدرت بمليون نسمة في عام 1896م( [14] )
كما تكونت جماعات مسلمة من قبائل موسي في القرنين الخامس والسادس عشر الميلاديين،وكانت تتنامى يوما بعد آخر( [15] )
علاوة على ذلك فقد علمنا فيما سبق عند الحديث عن أثر الاستعمار على الجانب السياسي على الإسلام في بوركينا أنه كانت الجهة الغربية متمثلة في مناطق غرونشي مع أواخر القرن التاسع عشر خاضعة لنفوذ قبائل جرما المسلمة مؤيدة بقبائل عديدة، وكان يصحب هذه القوة الإسلامية العسكرية نمو في عدد المسلمين، لزيادة تمكن الدعاة من الدعوة بعد زوال أو عجز القوى الوثنية من مطاردتهم. وقد كانت ممالك موسي في القرنين السادس والسابع بل وما بعدهما آخذة في الضعف والعجز لهجوم الممالك الإسلامية المجاورة عليها،
لاسيما مملكة صنغي الإسلامية التي موضعها حاليا في دولة مالي،ولضعف مملكة موسي استطاعت صنغي في أواسط القرن السادس عشر أن تهاجم على قبائل موسي وتحصرهم في هضباتهم الأصلية بعد أن كانوا يهاجمون تمبكتو تارة وينهبونها( [16] )
وإذا كانت القوة الوثنية متمثلة في موسي وغرونشي ضعيفة،وكانت القوة الإسلامية آخذة في الصعود سواء في بوركينا أو في الدول المجاورة أمكن القول بأن الدعوة الإسلامية كانت تأخذ طريقها في النمو والصعود ، وأن من كان سيعتنق هذا الدين الإسلامي كان مقدرا أن يكون كثيرا، لاسيما مع ملاحظة أن جماعات كبيرة من قبائل موسي نفسها كانت قد اعتنقت الإسلام في نهاية القرن القرن الخامس عشر الميلادي( [17] )
وبناء على كل هذه العوامل نقرر بكل طمأنينة أن أرض بوركينا كانت ستشهد نموا إسلاميا منقطع النظير لو لم يأت الاستعمار، وأن الاستعمار حال دون هذا النمو المرتقب. ومما يعضد هذا ما يلي:

1- لما قضى الاستعمار على الوجود والنفوذ الإسلامي في مناط غرونشي خلص الجو للمستعمر لنشر المسيحية، وقضى بذلك على آمال اكتساب الإسلام أتباعا جددا في تلك المنطقة، إن لم يكن قد حوّل بعض
المسلمين فيها إلى المسيحية، فكان حقا ما قيل في بيان حال المد الإسلامي في بوركينا أيام الاستعمار بأنهSad( عندما جاء الفرنسيون توقف المد الإسلامي بسبب السياسة الفرنسية، وتدفق سيل الإرساليات التبشيرية التي كانت بحوزتها الإمكانيات الضخمة التي تسمح لها التصرف كما تشاء، ومع ذلك التدفق كله فقد زاد عدد المسلمين عندما اعتنق ملوك ورؤساء قبائل موسي الإسلام ))( [18] )
ولكن تلك الزيادة لا تساوي شيئا بالإضافة إلى ما خسرته الدعوة جراء توقف المد الإسلامي.
ومما يؤيد أن الاستعمار حال دون النمو الإسلامي الكبير ما كانت الإدارة الفرنسية المركزية لغرب إفريقيا قد وضعته من قيود لحظر التجوال لنشر الإسلام،
يقول (أرنور ويبر) رئيس مصلحة الشؤون الإسلامية لمدينة (دكار): «يجب أن تكون سياسة فرنسا صارمة في أفريقيا الغربية، ويجب وضع حد لنشاط معلمي المدارس الإسلامية والكتاتيب والمرابطين في البلاد، وتساهلنا مع هؤلاء يعني أن نسهل بأنفسنا
اعتناق الأفارقة التدريجي للإسلام؛ وبهذا نكون قد أخذنا بيد الإسلام، ودفعنا عجلة تقدمه إلى الأمام» ( [19] )
ولا شك أن هذا الحظر كان من أهدافه:القضاء على الفكر الجهادي لدى المسلمين، وتخليص الجو للمسيحية حتى لا يزاحمها غيرها.
2- ومما يؤيد حيلولة الاستعمار دون الزيادة العددية للمسلمين بعض السياسات الخبيثة التي اتبعها الاستعمار، فقد كان يرفع العمل الجبري عمن كان يتنصر( [20] )
وتصور كم سيتنصر في ظل هذا من الوثنيين ممن كان يرجى أن يكون مسلما، بل كم سيتنصر ممن كان من المسلمين؟!
وعموما فقد زاحمت المسيحية الإسلام في الميدان بمناصرة الاستعمار، فلم يعد الإسلام وحده هو الذي يؤثر في الوثنيين، و إنما شاركه في ذلك المسيحية، بل لم يترك له الحق في المزاحمة، بل طرد وأقصي عن مجال التأثير قدر المستطاع ،وسن المستعمر من السياسات ما يدعو إلى مسارعة الدخول في النصرانية. وكفى واحد فقط من هذه- فضلا عن كلها – دليلا على القول بحيلولة الاستعمار دون زيادة عدد المسلمين في بوركينا على النحو الذي كان مرتقبا.
ولنناقش الآن شيئا من الشبهات التي ذكرت حول تأثير الاستعمار على الزيادة العددية لسكان بوركينا، وأعني بالأخص ما قيل من أن قبائل موسي كانت تقبل على الإسلام بمجرد أن يقال لهم: إنكم إذا دخلتموه ستحرزون نصرا على عدوكم المستعمر.
ولكي يتجلى لك نقد هذا الكلام بما لا يذر شيئا من الشبهات في قلبك ويدلك على سقوطه ينبغي أن نقارن بينه وبين ما قيل بأن المستعمر كان يرفع العمل القسري عمن كان يتنصر، لننظر بين هذا وذاك أيهما أدعى إلى جلب الطبيعة الإنسانية بشكل قوي.
و الظاهر الذي لا ريب فيه أن هذين الكلامين يحملان في ظاهرهما أملا في زوال البؤس و التعاسة عن الإنسان. ولكن مع فرق شديد بينهما، فالبؤس المأمول زواله بالدخول في سلك النصرانية ليس متوقفا على شيء، وإنما زواله متعلق فقط بمجرد الدخول في النصرانية، أما البؤس المأمول زواله بالدخول في سلك الإسلام متوقف على شيء آخر بعده، وهو حمل السلاح للجهاد . وهذا واضح جلي.
و إذا كان هذا هو الشأن، وكانت الطبيعة الإنسانية العامة-التي لا يكاد يشذ منها أحد-تسارع إلى إزالة آلامها وتفضل مع ذلك أن تكون مع أقل الخسائر، بل بدون خسارة إن أمكن، إذا كان كذلك كان القول بمسارعة سكان بوركينافاسو في ظل الاستعمار إلى الدخول في النصرانية أفواجا مما لا يكاد يجوز أن يتطرق إليه ريب أو تناله ألسنة الإنكار.
دع عنك هذا على شدة وضوحه، ولكن ماذا يكون من موقف الوثنيين الذين دخلوا في الإسلام بناء على الوعد بالانتصار، ثم يطول بهم العهد و الزمن فلا يرون بارقة من أمل تلوح وتدل على إمكانية حصول النصر ولو إمكانا عقليا، فضلا عن أن يكون واقعا ؟!
إن العقل السليم و الأحداث التاريخية التي مرت بها دعوة الإسلام تؤكد لنا أن مثل هؤلاء سيرتدون على أعقابهم إذا لم يتحقق لهم ما دفعهم دفعا إلى اعتناق الدين أو المذهب، إذ الدخول فيه لم يكن عن اقتناع عقلي وبرهان أذعن له قلب المرء.
فثبت بهذا أنه على فرض تسليمنا جدلا بدخول الوثنيين من قبائل موسي وغيرها في الإسلام بناء على الوعد بالانتصار، فإنه لم يدم بل الراجح حسب ما يعطيه المنطق العقلي ويمليه أنهم ارتدوا ولو بعد حين ولو كان بعضهم،
بل لا أجدني متجنيا على الحقيقة والصواب إذا قلت –استنادا إلى قواعد العقل– بأن عدم تحقق النصر الموعود به على طول الزمن كان عاملا يصد عن الدخول في الإسلام في تلك الحقبة الزمنية المنصرمة.
فأنى لقائل بعد هذا أن يزعم بأن الاستعمار كان له يد سابغة في انتشار الإسلام فضلا أن يعد من حسناته و إيجابياته التي تشكره الأيام عليها!
ثم أقول:على فرض تسليمنا جدلا كذلك للمرة الثانية بأن الاستعمار كان له أثر في انتشار الإسلام لم نعلمه حتى يومنا هذا، فهل ذلك يقارن بأثره في الصد عن سبيل الله؟!
وإذا كنت أنا وحدي أمام غنيمة سأستحوذها دون أن يشاركني فيها غيري، فظهر فجأة من هو أقوى مني فصرفني عنها واستحوذها ثم أعطاني منها شيئا قل أو كثر، أو أنه لما أتى ليستحوذها صرخت فعلم وسمع من بجواري صراخي فأتوا وانضموا إليّ، ولم نقدر مع ذلك على دفع الرجل القوي دفعا كليا، بل نال ما نال، ونلنا ما نلنا، هل في هاتين الحالتين يقال إن ذلك الرجل القوي كان له دور في حصولي على الغنيمة مع أنها كانت خالصة لي؟!
لا يقال ذلك إلا في الأدمغة السقيمة التي عميت، أو التي تريد إخفاء الصواب. وعلى ضوء هذين المثلين قس حال الإسلام في بوركينا مع الاستعمار، ومعلوم أن المسيحية لم يكن لها وجود في بوركينا قبل الاستعمار.
-ومن آثار الاستعمار على الإسلام في المجال الديني: التشكيك في صحة العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي.
و أصدق مثال يذكر في هذا الصدد هو حادثة الرئيس:saye zerbo
كان هذا الرئيس مسلما ثم ارتد عن الإسلام في فترة من الزمن بعد الإطاحة به واعتنق المسيحية زاعما أن الله هداه إلى الدين الحق بعد طول حيرة كانت تؤرقه، و ألف كتيبا لذلك( [21] )
ولقائل أن يقول: ما علاقة هذا بالاستعمار مع كونه أمرا حدث بعد رحيل الاستعمار؟!
و الجواب أنه نتيجة لما تلقاه في المدارس التبشيرية التي مكنها الاستعمار وآزرته.
ومما يؤيد هذا أن بعض الأفارقة كانوا يفضلون النصرانية لكونها ديانة المستعمر القوي، فكأن صحة الديانة تنشأ من القوة المادية التي يكون عليها أتباعها، وقد صور ذلك بنظر ثاقب وعقل يقظ الرئيس الأول لغينيا سيكو توري –حفيد الإمام المجاهد سمورى- فقالSad( لقد ترك المستعمر وراءه عقلية استعمارية متعفنة وفكرا استعماريا مريضا، حتى أننا نجد أن بعض رجال اليوربا حتى اللحظة يقولون:إن العالم الحقيقي هو عالم الرجل الأبيض))( [22] )
ولعل الرئيس saye zerbo ممن كان ينظر إلى الرجل الأوربي هذه النظرة، فينطلق مما هو عليه من القوة في العالم إلى صحة ديانته.وهذه النظرة المادية للأديان قديم جدا، وهي من شيمة النفوس الضعيفة والعقول الكليلة.
ففي أيام الرسول عليه الصلاة والسلام أراد المشركون أن يستدلوا على صحة الديانة الإسلامية بما يمكن أن يكون الرسول من مظاهر القوة المادية والعسكرية، وكذا منزلته الخاصة في العالم وعند الله، ولكن أبى القرآن عليهم كل ذلك، قال تعالىSad )) [الإسراء]
ولا أشك أن حادثة الرئيس المذكور كان له انعكاس على واقع المسلمين القريبين منه والبعيدين كذلك، ولو أتيح لنا الوقوف على كتيبه الذي ألفه غداة تنصره لوقفنا على تأثير الاستعمار عليه بصورة أوسع.
كما أن التنقيب عن ردود فعل تنصره أمر يجدي للغاية، ولعل الله يسهل ذلك في القريب لي أو لغيري.
وثالث آثار الاستعمار على الجانب الديني للإسلام ما ترتب على انفراد الطبقة المسيحية بالزعامة السياسية من تسهيل الطريق للمنظمات التنصيرية، وتقويض أي جهد قدر المستطاع لدعوة إسلامية. قال جالو سيدو، الأمين العام المساعد للمنظمة الثقافية للتنمية الإسلامية في بوركينا في حوار مع شبكة الإسلام اليومSad( وهناك مسئولون يدعمون أنشطة هذه المنظمات بقوة، ويقدمون كافة التسهيلات لمراكز التنصير في العاصمة في واغادوغو وبوبو جلاسو، وديدوغو، لدرجة أنهم يقدمون تقارير وافية عن أوضاع المسلمين وتحركاتهم الدعوية في المناطق المختلفة لهذه المنظمات، لدرجة أن هؤلاء المسئولين إذا سمعوا عن افتتاح مسجد في منطقة أسسوا كنيسة فيها، و إذا رأو داعية استقر في مكان أرسلوا منصرا يسكن بجواره؛ لمواجهة جهوده الدعوية ومحو أي آثار إيجابية له في صفوف المسلمين ))( [23] )
[
/u]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zbrmawi.ahlamontada.com
 
بحث بقلم: جالا إبراهيم كلية أصول الدين –جامعة الأزهر الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
زبرما وى دوت كوم :: ارشيفهم وتايخنا-
انتقل الى: